أعلن السيد محمود قطب، المدير التنفيذي لإدارة رعاية العمال في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، في كلمةٍ له في مؤتمر "إصلاحات قانون العمل القطري: التحديات والفرص في الأعمال"، عن التعاون مع مقاولين عاملين في مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، وذلك لسداد مبلغ مالي قدره ٥٢.٥ مليون ريال قطري (ما يعادل ١٤.٤ مليون دولار) دفعه آلاف العمال كرسوم توظيف قبل قدومهم لقطر وبدء عملهم في مشاريع البطولة.

جاء ذلك في حلقة نقاشية على هامش مؤتمر "إصلاحات قانون العمل القطري: التحديات وفرص الأعمال" الذي نظمته مؤخراً غرفة تجارة وصناعة قطر ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في الفترة من ١٧ وحتى ١٨ من أكتوبر الجاري في الدوحة لمناقشة الفرص والتحديات التي تواجه مجتمع الأعمال في قطر، خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات القانونية الأخيرة.

وقد شارك قطب في جلسة نقاشية أدارها عبد العزيز الكواري، مدير الشؤون القانونية في غرفة قطر، والسيد عبدالله الملا، المدير التنفيذي للشؤون الإدارية للمجموعة في شركة قطر للتأمين، والسيد فهد زينل، الرئيس التنفيذي للشؤون الإدارية في مركز قطر للمال، والشيخة أمل آل ثاني، مستشار رعاية الوافدين في إدارة الصحة والسلامة والأمن والبيئة في مؤسسة قطر.

وفي كلمة له في جلسة بعنوان "مبادرات واعدة في قطر"، أشار قطب إلى أن استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم تسهم في معالجة قضية عالمية تتمثل في التوظيف غير الأخلاقي على الرغم من أنها ممارسة غير قانونية بموجب القانون القطري.

وأضاف قطب قائلاً: "يقع على عاتق المقاول وليس العامل مسؤولية دفع رسوم التوظيف. وبدورنا، نتعاون مع المقاولين لتوضيح دورهم الهام في هذا الصدد. وتحقيقاً لذلك، نعمل عن كثب مع مقاولين يشاركوننا رؤيتنا في رحلتنا من نحو ٢٠٢٢ ونطلعهم على المبالغ المالية التي قد يضطر العمال لدفعها نظير قدومهم لقطر وبدء عملهم."

وكانت اللجنة العليا قد بدأت أواخر عام ٢٠١٧ بالتعاون مع مقاولين محليين في سداد قيمة رسوم التوظيف للعاملين في مشاريع البنية التحتية المرتبطة ببطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، حيث تبلغ قيمة مبلغ التعويض خلال الأعوام الثلاث القادمة حوالي ٣٩.٤ ريال قطري (ما يعادل ١٠.٨ دولار). علاوة على ذلك، وافق خمسة مقاولين من اللجنة العليا على تعويض أكثر من ٨٠ آلاف عامل غير مشارك في مشاريع بطولة قطر ٢٠٢٢، بمبلغ مالي قدره ١٣ مليون ريال قطري (ما يعادل ٣.٦ مليون دولار)، ليكون إجمالي مبلغ السداد حوالي ٥٢.٥ مليون ريال قطري (ما يعادل ١٤.٤ مليون دولار).

وفي تعليقه على ذلك، قال قطب بأن هذه المبادرة تعكس التزام اللجنة وجهودها فيما يتعلق بدور بطولة قطر ٢٠٢٢ في ترك إرث قيم. وقد بدأت نتائج هذا التوجه تتضح بشكل جلي حتى قبل انطلاق البطولة بأربعة أعوام.

وأضاف قطب: "استطعنا معالجة إحدى القضايا العالمية الملحة بالتعاون مع المقاولين والتشاور معهم، وهذا ما يعكس إرث بطولة قطر ٢٠٢٢".

كما سلط قطب خلال كلمته الضوء على مجموعة من المبادرات الأخرى التي طرحتها إدارة رعاية العمال في اللجنة لتحسين حياة العمال طوال فترة عملهم في مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ لاسيما آليات رفع التظلم والشكاوي، وبرنامج التغذية بالتعاون مع كلية طب وايل كورنيل في قطر وغيرهما. كما نوّه قطب إلى تقديم اللجنة العليا سترات مبردة لعمال مشاريع البطولة انطلاقاً من اهتمامها بتطويع أحدث وسائل التكنولوجيا لرعاية العمال، حيث تسهم سترات التبريد المصممة من قبل خبراء الملابس في شركة تكنيش البريطانية في خفض درجة حرارة جسم العامل بمعدل ١٥ درجة مئوية خلال عمله في استادات البطولة.