#LusailStadium #GenerationAmazing #Qatar2022
Choose Header Image (1920 x 500)
News stories - road to 2022
Choose Mobile Header Image (480 x 375)
News Story
Choose Meta Image (1200 x 630)
Xavi Hernandez Lusail Stadium launch

بقلم: تشافي هيرنانديز، سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ولاعب في نادي السد الرياضي

حفلت الأعوام الأربعة الماضية التي قضيتها في دولة قطر بمحطات كثيرة، كان آخرها حضوري حفل الإعلان عن التصميم المبهر لاستاد لوسيل، الذي سيرحب بأكثر من ٨٠ ألف مشجع عند استضافة المباراتين الافتتاحية والنهائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. خلال تلك الأعوام، أستطيع القول بأن الناس هنا يملؤها الفخر والحماس كلما اقتربنا عاماً تلو الآخر من استضافة هذا الحدث الكروي العالمي على أرض قطر. لذا، يتوقع الجميع خلال الأعوام القادمة مشاهدة المزيد من الصور ومقاطع الفيديو التي تُطلع المجتمعين المحلي والدولي على مراحل تطور استادات البطولة، وتوثّق المشوار إلى حين إطلاق صافرة بدء أول مباراة مونديالية في ٢١ نوفمبر ٢٠٢٢. وإني على يقين تام بأن الزوار والمشجعين سيحظوا بتجربة فريدة تلبي احتياجات كافة أفراد العائلة، وتطلعهم على الثقافة العربية الغنية بتفاصيلها. علاوة على ذلك، ستتيح الطبيعة متقاربة المسافات التي يتميز بها مونديال قطر أمام الجميع فرصة حضور أكثر من مباراتين في اليوم الواحد، وهو ما لم يكن متاحاً في بطولات كأس العالم من ذي قبل.

وبالنسبة لي كلاعب كرة قدم، أؤمن بأن لا إنجاز يضاهي الفوز ببطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ أن لحظة رفع كأس البطولة والفرحة بهذا النجاح العالمي لا يمكن نسيانها. كثيراً ما يمضي لاعبو كرة القدم المشهورين حياتهم تحت أضواء الشهرة، إلا أن حياتهم الكروية تأخذ بُعداً آخر منذ لحظة تتويجهم بلقب أبطال العالم في كرة القدم. لذا، ستظل لحظة فوز المنتخب الإسباني بمونديال ٢٠١٠ على هولندا بهدف دون مقابل في الوقت الإضافي من المباراة النهائية التي جمعت المنتخبين على ملعب سوكر سيتي في مدينة جوهانسبيرغ في جنوب أفريقيا، محفورة في ذاكرتي وذاكرة لاعبي الفريق وكل مشجع لنا حول العالم. في تلك اللحظة الفارقة، سدد زميلي أندريس أنييستا كرة قوية في مرمى الحارس الهولندي قبل نحو أربع دقائق من الاحتكام إلى ضربات الترجيح، محققاً بذلك فوزاً تاريخياً للمنتخب الإسباني.

إن نيل فرصة خوض تجربة بطولة كأس العالم لكرة القدم يعتبر أمراً مميزاً سواءً كنت لاعباً، أو مدرباً، أو مشجعاً عاشقاً لكرة القدم، أو منظماً لهذا الحدث الكروي العالمي، إذ يتجلى أمام الجميع سحر كرة القدم وقدرتها على توحيد الشعوب على اختلاف لغاتهم ومعتقداتهم وأفكارهم وثقافاتهم. فخلال بطولة كأس العالم لكرة القدم روسيا ٢٠١٨، كان شغف المشجعين والزوار بلعبة كرة القدم هو العامل المشترك الوحيد الذي ألّف بينهم وجمعهم تحت راية واحدة. وأعتقد بأن التجربة الروسية في هذا الصدد تسلتزم الاقتداء بها. من ناحية أخرى، كشفت البطولة في روسيا جانباً هاماً من جوانب تنظيم البطولات العالمية، إذ نجحت في تبديد أفكار ومعتقدات سلبية عن روسيا ربما تشكلت في أذهاننا بفِعل الإعلام. وقد حظِي الزوار منذ لحظة وصولهم لروسيا بتجربة إيجابية مميزة. وأعتقد بأن بطولة قطر ٢٠٢٢ ستنجح في تحقيق هذه الغاية منذ لحظة دخول المشجعين إلى استاد لوسيل لحضور المباراة الافتتاحية، وحتى مغادرتهم بعد المباراة النهائية. وبدوري، أدعو كافة المشجعين وعشاق كرة القدم من كافة أنحاء العالم إلى اغتنام فرصة استضافة المونديال في بلد عربي لأول مرة، ليستمتعوا بكافة الفرص الثقافية والاجتماعية والرياضية التي ستتيحها البطولة.

وشخصياً، أرى بأنّ المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم والفوز بلقبها يختلف تماماً عن حمل لواء تنظيم البطولة، إذ أن نيل شرف التنظيم والاستضافة يعتبر فرصة ذهبية لا مثيل لها للبلد المُضيف لإبراز جوانبه الإيجابية على نطاق عالمي، وهي غاية ربما لا تحققها أية بطولة رياضية أخرى.

خلال فترة مكوثي في قطر واللعب مع نادي السد الرياضي، أفخر بكوني سفيراً للجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن توفير البنية التحتية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ والمعنية بإطلاق برامج ومبادرات تهدف لأن تترك البطولة في قطر إرثاً مستداماً لأجيال قادمة. ولعلّ من أبرز هذه البرامج هو برنامج الجيل المبهر الذي يستخدم قوة كرة القدم وشعبيتها العالمية في تغيير حياة الأفراد وتزويدهم بمهارات قيادية وحياتية واجتماعية وصحية هامة في بعض المجتمعات الأقل حظاً في العالم. وقد نجح البرنامج حتى اليوم بإثراء حياة أكثر من ٢٥٠ ألف فرد في أكثر من سبع دول. كما يهدف البرنامج إلى بناء ملاعب في مخيمات لاجئين، ثم استخدامها كمنصات لإطلاق برامج مستدامة تضمن استخدام تلك المرافق الرياضية بفعالية.

ومن خلال تجربتي مع برنامج الجيل المبهر، شهدتُ حضور عدد من مبادرات البرنامج في دول مختلفة. وقد حظيت عام ٢٠١٦ بفرصة حضور تدشين ملعب في الأردن، وأدركت آنذاك أهمية تلك المرافق الرياضية بالنسبة للمستفيدين، وعمق أثرها الإيجابي في حياتهم ومجتمعاتهم.

تشهد كرة القدم في المنطقة تطوراً ملحوظاً عاماً بعد عام. ففي قطر، يحقق دوري نجوم قطر وأنديته تقدماً ملحوظاً على الصعيدين الإقليمي والدولي. فعلى سبيل المثال نجح فريق نادي السد هذا العام في حجز مقعده في الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، فيما انضمّ إلى الكرة القطرية نخبة من ألمع نجوم الكرة منهم اللاعب الهولندي ويسلي شنايدر، والكاميروني صامويل إيتو، ونجوم نادي برشلونة أندرياس إنييستا وديفيد فيلا إلى أندية في الكرة الآسيوية.

أتمنى للكرة القطرية مزيداً من التقدم، وأتطلع إلى حضور نسخة استثنائية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢.