شارك السيد فيصل الكوهجي،رئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، ضمن وفد يتألف من ١٥عضواً يمثلون منتدى التمكين التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث، في إطار برنامج رصد ومراقبة بطولة كأس العالم لكرة القدم روسيا٢٠١٨.
وتهدف هذه المبادرةإلى إعطاء المشاركين فرصة التعرف عن كثب على احتياجات الأفراد من ذوي الإعاقة، ثم نقلخبرتهم إلى قطر للاستفادة منها في التحضير للنسخة القادمة من بطولة كأس العالملكرة القدم التي ستنطلق في قطر بعد أعوام قليلة.
وكان للجنة العليا مع الكوهجيالحوار التالي للتعرف بشكل أكبر على تجربته في العاصمة الروسية موسكو.
كيفتصف تجربتك في روسيا من منظور تمكين ذوي الإعاقة وإتاحة مرافق البطولة لهم؟
تعرفت خلال تجربتي في روسيا على مختلف جوانب الإتاحة وآليةتوظيفها لخدمة مشجعي كرة القدم خلال بطولة كأس العالم روسيا ٢٠١٨. كما تمكنت منرصد الإجراءات والمتطلبات اللازمة لتحقيق رؤية قطر في استضافة بطولة شاملة ومتاحةللجميع بحلول عام ٢٠٢٢. وخلال زيارتنا الميدانية لاستاد لوجنيكي قبيل حضورناللمباراة التي جمعت بين المنتخبين المكسيكي والألماني، أذهلني مستوىالإتاحة الذي يتمتع به الاستاد وتجهيزه لاستقبال أفراد من مختلف الإعاقاتللاستمتاع بحضور مباريات البطولة.
ماهي أبرز الدروس المستفادة من رحلتك إلى روسيا؟
كانت رحلتي ضمن برنامج الرصد والمراقبة غنيةبالمعلومات ذات الصلة بالإتاحة، فقد تعلمت على سبيل المثال بأن التخطيط لتوفيرأساليب ووسائل الإتاحة ليست من مهام اللجنة المنظمة المحلية للبطولة، بل تقع ضمنمسؤوليات مستشاري الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومركز إتاحة كرة القدم فيأوروبا المسؤول عن تقديم خدمات استشارية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بشأنتوفير تجربة الإتاحة للأفراد من ذوي الإعاقة.
وقد أسهمت هذه التجربة في إطلاعي والوفد المشارك علىتفاصيل استعداد مركز إتاحة كرة القدم في أوروبا لجعل البطولة في روسيا متاحةللأفراد من ذوي الإعاقة.
وفي خضم الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢،تولي اللجنة العليا اهتماماً بالغاً بكافة التفاصيل التي ستجعل البطولة في قطر شاملةومتاحة للأفراد من ذوي الإعاقة بحلول عام ٢٠٢٢.
كيفيمكن لقطر ضمان تقديم تجربة عالية الجودة للأفراد من ذوي الإعاقة خلال بطولة كأسالعالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢؟
غني عن القول بأن منتدىالتمكين نجح حتى الآن في إحراز خطوات هامة في التخطيط لاستضافة بطولة شاملة ومتاحة.ومن المتوقع تحقيق تقدم ملحوظ في ضوء تطلع مزيد من الشركاء للإسهام في دعم هذاالتوجه. فعلى سبيل المثال، تتعهد شركة سكك الحديد القطرية (الريل) – إحدى شركاء منتدىالتمكين- بتوفير مختلف أساليب الإتاحة لمشجعي كرة القدم من ذوي الإعاقة. وخلالزيارتي لإحدى محطات المترو في روسيا، لاحظت بأن وسائل الإتاحة لم تكن متوفرة كماهو الحال في استاد لوجنيكي. وشخصياً، أرى بأن قطر ستتمكن من تقديم استادات أكثرإتاحة في بطولة ٢٠٢٢. فعلى سبيل المثال،كان الوصف السمعي في استاد لوجنيكي متاحاً للمكفوفين وذوي الإعاقة البصرية باللغتينالروسية والإنجليزية فقط، في حين تتطلع قطر إلى إتاحة الوصف السمعي بثلاث لغات علىالأقل علاوة على اللغتين العربية والإنجليزية. بالإضافة إلى ذلك، تعرّفقطر مصطلح الإعاقة بشكل أوسع، إذ يشمل الأفراد من ذوي الإعاقة الذهنية والعقلية، وتضعقطر احتياجاتهم وتطلعاتهم بعين الاعتبار أثناء التخطيط لاستضافة بطولة كروية شاملةومتاحة عام ٢٠٢٢.
منوجهة نظرك، ما هي أبرز التحديات التي قد تواجهها قطر في طريقها نحو استضافة بطولةشاملة ومتاحة للجميع عام ٢٠٢٢؟
أستطيع القول بأننا نجحنا حتى الآن في اجتياز التحديالأكبر وهو خلق وعي مجتمعي بذوي الإعاقة واحتياجاتهم. ويعود الفضل في ذلك لمنتدىالتمكين السنوي الذي أطلقته اللجنة العليا منذ عامين، إذ تلتزم كبرى الجهاتوالمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في قطر بتحقيق رؤية المنتدى وتقديم نسخةاستثنائية شاملة ومتاحة لكافة الأفراد من ذوي الإعاقة بحلول عام ٢٠٢٢.