#GenerationAmazing #Legacy #Youth
Choose Header Image (1920 x 500)
News stories - road to 2022
Choose Mobile Header Image (480 x 375)
News Story
Choose Meta Image (1200 x 630)

في ديسمبر ٢٠١٥، تم إفتتاح ملعب كرة قدم جديد باسم "ملعب الأهداف" في منطقة الشامية، جنوبي الأردن ليدخل ضمن نطاق برنامج "الجيل المبهر" العالمي التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث. وبسبب ضغط المجتمع، لم تحضر أي فتيات افتتاح الملعب ولم تُشمل أي فتيات ضمن البرنامج. لم يكن لأحد أن يصدّق في ذلك الوقت أن بعد سنة من هذا الحدث كان سيكون للفتيات مكانًا في هذا الملعب.

منذ إفتتاح الملعب و"الجيل المبهر" ومنظمة "الحق في اللعب" شريك البرنامج يقدمان تمارين كرة قدم في جلسات مخصصة لتطوير المهارات تصل لحوالى ٣٠٠ طفل وشاب أسبوعيًا.

وحتى مدة قصيرة، كان من المتوقع أن يكون ١٠٠% من المستفيدين من البرنامج من الفتيان. إلا أنه بفضل الجهود المبذولة من أجل إيصال رسالة "الجيل المبهر" إلى العالم ورفع مستوى الوعي بمشاركة الإناث في شتى أنواع الرياضة، تحوّل الملعب إلى مركز محوري حقيقي يملكه ويحميه سكانه.

الشامية هي منطقة تقطنها أسر من البدو المتحفظّين وبعد أن كسب البرنامج ثقة المجتمع ولاقى قبولًا سمح بعض الآباء لبناتهم بالمشاركة في أحد أيام لعب

كرة القدم التي ينظمها برنامج "الجيل المبهر". وتلك الفتيات اللواتي وطأت أقدامهن أرض الملعب للمرة الأولى مهدن الطريق أمام ٦٥ فتاة أخرى للمشاركة في لعبة كرة القدم كإحدى أنشطة تطوير المهارات. وها هو هذا العدد اليوم في تزايد.

والجدير بالذكر، أن إثنتان من أولئك المشاركات والقائدات في برنامج "الجيل المبهر" هما سارة البالغة من العمر ١٢ سنة ومكة البالغة من العمر ١٠ سنوات، وكلاهما يعيش في منطقة الشامية. تقول سارة: "اعتدت على لعب كرة القدم في شرفتي البالغة مساحتها مترين مربعين. وكنت دائمًا أقلق من أن يراني أحد وأنا ألعب ولذلك حاولت أن أخفي حبي وولعي بكرة القدم".

وأضافت: "اليوم الذي دخلت فيه الملعب للمرة الأولى شعرت وكأن حلمي يتحقق. لم أفكر يومًا في أن والدييّ سيسمحان لي بلعب كرة القدم في مكان عام، لكنّهما فعلا كذلك وهذا أمر حقيقة يسعدني جدًا. والآن سأحضر كل يوم وأقنع العديد من الفتيات بالإنضمام إلى التمارين. كما أني أشعر بالأمان وأنا في الملعب لأن الأولاد يحرسونه ويشاركون أخواتهم فيه."

أما مكة التي تأتي من أسرة بدوية كبيرة ومعروفة في المنطقة فقالت: "اعتدت أن ألعب كرة القدم في حديقتنا بمفردي. ولكن عندما دخلت الملعب للمرة الأولى اعتقدت أن بإمكاني المشي عليه فقط وليس اللعب. كنت أخشى أن

يأتي الأولاد ويجبروني على العودة إلى بيتي. أعتقد أن الكثيرين الآن أصبحوا يدركون أننا نحن الفتيات نتمتع بنفس حق اللعب الذي يتمتع به الشبان في هذه المنطقة. ولقد كونّت صداقات كثيرة حتى الآن من خلال لعب كرة القدم."

استطاعت سارة ومكة أن يرين حلمهما يتحقق والمزيد من الأباء الآن يطلبون مشاركة بناتهم في أنشطة "الجيل المبهر". كما أن مختار الشامية، قائد البدو المحليين يدعم برنامج "الجيل المبهر" ويثني عليه وعلى ما يقدمه من مساعدة لأطفال وشباب البلدة، قائلًا: "يذهب الأهالي لمشاهدة أطفالهم يلعبون كرة القدم في ملعب الأهداف مع سكان الشامية المنحدرين من مختلف القبائل الأردنية، كلهم يجتمعون في مكان واحد للمرة الأولى".

يستمر برنامج "الجيل المبهر" في استخدام قوة كرة القدم لتزويد الفتيات بما يحتجن إليه من معلومات ومهارات واستراتيجيات مفيدة تساعدهن على تحقيق طموحاتهن وتسهم في تحقيق المساواة بينهن وبين الأولاد.

اما مديرة الاتصالات في اللجنة العليا، السيدة فاطمة النعيمي، فتدرك جيداً أهمية الرياضة وخصوصاً كرة القدم ودورها الاساسي في مساعدة الفتيات على اطلاق قدراتهن، فتقول: "ان التأثير الذي تركه هذا المشروع في الاردن خلال الاشهر الاثني عشر الاخيرة يظهر مدى قوة وفعالية كرة القدم وبرنامج الجيل المبهر".

وأضافت : " أن ضمان مشاركة الشباب والشابات في غاية الأهمية بالنسبة لنا في اللجنة العليا للمشاريع والارث ويشكل الركيزة الأساسية للجيل المبهر وبصراحة انه شيء رائع ان نشاهد هذا العدد الكبير المشارك من شابات المجتمع المحلي وزيادة الوعي بفوائد مشاركة المرأة في الرياضة ".
وكشفت ايضا : " نحن على ثقة ان الشامية والمجتمعات الأخرى حول العالم سيواصلون الاستفادة من برنامج الجيل المبهر لذلك نحن نتطلع الى توسعة أفاق البرنامج ليشمل بلدان اخرى عام ٢٠١٧ ".
من جهته قال زيد عداربه احد أعضاء منظمة (الحق في اللعب) : " منذ ان أنشأت اللجنة وصلت الى ابعد الحدود في مهمتها في المساواة بين الجنسين وحقوق الفتيات في المجتمع حتى تحقق التحول من مقاومة المشروع الى القبول به ".